الأحد، 26 ديسمبر 2010

من نحن؟

من نحن؟
 

 
 
على مقربة من الوجع أقف ربما أريد أن أشعل روحي إحياء لأرواح غادرتنا بكبرياء لا يضاهيه كبرياء.
وشيء في الظلام يبرق ربما بعضا من الفوسفور المنتظر ، أو ربما هي الأرواح الحزينة لجنود يختبئون خلف دمائهم، تارة وجوه ضاحكة تارة وجوه تبكي ، جميعها لهم بعيون مختلفة ينظرون الحلم فينا ونحن أشباه أحياء يقتلنا زيف سادة الكراسي ولا ننطق ببنت كلمة ، وكأن اللغة تجهل قيدنا، ثم نأتي سكارى نريد أن نحيي ارواحا فدتنا بعمرها ، من نحن لننال هذا الشرف ؟ من نحن؟ ونحن مجرد دمى في مسرح كبير يعالج السرقة بالسرقة، يأخذ طهر الماضي مجده ، يأكل لحمنا وعمرنا وروحنا يغتصب بشراسة احلامنا ..
أتساءل هل إحياء الذكرى الثالثة لمذبحة غزة واجب وطني؟ أم هو قرص يفقدنا الذاكرة ويجدد شريان المساعدات الإنسانية لرعاة حُكموا بالحديد والنار؟
الساعة تركض سريعاً نحو الحقيقة ، وكلنا عراة من الأخلاق الوطنية عراة من الهوية ،نريد أن نقترف النفاق ألف إثم بحقهم ، لنقف نصلي لذكراهم نبكيهم ، نشجب غدر العدو وشراسته .
يفصلنا عن الذكرى مسافة قصيرة لتتأهب جميع الكروش الممتلئة بأحلامنا الميتة أن تعتلي المنابر وتصرخ بفم قذر " سحقاً للعدو " ،
وأنا أتابع سيل أفواههم بالوعود الكاذبة والتمرد الزائف، وأذكر طفلا قال لي أنهم ذبحوا أمه أمام عينيه ،  بكيت وقتها كثيراً والآن أبكي دماً لأن مثل هؤلاء يأخذوا دوما دور البطولة ، وذلك الأب الذي تذوق طعم دم ابنه ليشعر بخلود روحه يعتكف على جرحه يبكي لا يتذوق جرحه غيره ، ونحن نقف ورائهم نصفق ونصفق ونصفق انتصرت المقاومة من هم ليتحدثوا عن المقاومة من هم ليرووا لنا مأساة طفلة استيقظت فوجدت نفسها وحيدة بين الركام ، من هم ليحدثونا عن آلاف العائلات التي تسكن تشردها بلا مأوى ، هل شعر احدهم بصقيع تلك الليالي السوداء ، هل بكى آخر ابنه ؟!!
تدق الان الساعة الثانية عشر لتبدأ السنة الثالثة لذكرى محرقة غزة ونحن عراة من طهرهم من براءة أرواحهم من روح القدس فيهم من كل شيء، نبكي بصمت كما نذّل بصمت كما نقتّل بصمت ..
وداعا لمن شاءوا الرحيل وشاءهم هو لطهرهم، اختارهم لأنهم لا يستحقون الغربة في وطن يعشق دمائهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق